الرئيس ميقاتي من بكركي: لا نريد أن نأخذ مكان أحد وما نقوم به هو الحفاظ على كيان الدولة من دون أي انتقائية أو استنسابية
السبت، ١٣ نيسان، ٢٠٢٤
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل ظهر اليوم في بكركي. وشارك في اللقاء الوزير السابق نقولا نحاس.
بعد الزيارة قال رئيس الحكومة: سعدت بلقاء صاحب الغبطة هذا الصباح، وتناول الحديث الأوضاع العامة في البلد. استمعت خلال اللقاء الى الهواجس الأمنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عبّر عنها صاحب الغبطة، وهي في اعتقادي بمكانها، وتوافقنا على أن الحل هو دائماً بالدولة القوية والقادرة، وهذا هو المطلوب في الوقت الحاضر، كما أن بداية الحل تكون بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة ومن بعدها البدء بعملية الإصلاح الشامل، وهذا ما أشار إليه صاحب الغبطة بالأمس خلال تشييع باسكال سليمان. هذه الجريمة مدانة بكل المقاييس. نحن اليوم تذكرنا بداية الحرب الأليمة في 13 نيسان، وأريد من هذا المنبر توجيه نداء الى الجيل الذي لم يكن شاهداً على 13 نيسان بأن يأخذ العبر، وأوجه نداء الى القيّمين على مواقع التواصل الاجتماعي بأن يتقوا الله لأن الكلمات والتعابير التي تنشر على هذه المواقع هي محرمة. الأمر الثاني الذي علينا الاتعاظ منه، هو أن ما من لبناني يمكن أن يربح على أنقاض اللبناني الآخر، فكلنا نخسر إذا حاربنا بعضنا البعض. أما الأمر العبرة الثالثة التي يجب أن نستخلصها من 13 نيسان فهي عودة الجميع الى الدولة التي هي قارب الإنقاذ الذي يجب على الجميع التمسك به. نسمع اليوم كلاماً من هنا وهناك خلاصته رثاء الدولة علماً أن هناك مثلاً يقول "لا ترثي نفسك حتى لا يرثيك من حولك". نحن نقوم برثاء نفسنا والدور الذي تقوم به الدولة، بينما الدولة هي جامعة للكل. صحيح أن هناك زيادة في معدل الجرائم ولكن معظم الجرائم تم كشف مرتكبيها خلال ساعات وأيام، وهذه نقطة إيجابية جداً تسجل للقوى الأمنية ولمخابرات الجيش ولشعبة المعلومات.
وقال: في موضوع العمل الحكومي أكدت لصاحب الغبطة بأننا لسنا هواة سلطة ولا نريد أن نستأثر وأن نأخذ مكان أحد، فهل الاعتكاف وعدم الإقدام هو الحل؟ طبعا لا. نحن سنظل نتابع ونثابر لأننا كلنا ثقة بأن ما نقوم به هو الحفاظ على كيان هذه الدولة من دون أي انتقائية أو استنسابية، بينما البعض يحاسبنا بانتقائية، فما يعجبه لا يتكلم عنه بالخير بل يهاجمنا على ما لا يعجبه، ونحن نقبل بهذا الرجم لأن دورنا في هذا الوضع الصعب هو المحافظة على كيان الدولة.
سئل: هل صحيح بأن لبنان تلقى تهديدات بأنه سيدمر في حال شارك في الرد الإيراني على إسرائيل؟
أجاب: "لا تهديدات مباشرة، ولكن التهديدات التي تطلق هي نوع من الحرب الاستباقية، لأنه في العمل الحربي فإن أهم عنصر هو المفاجأة. لم يعد هناك من مفاجأة، لا أعرف إذا كانت ستحصل ضربة، ولكن عنصر المفاجأة لأي ضربة لم يعد موجوداً، وبالتالي ما قيل وما يقال هو من باب الردع الاستباقي.
ورداً على سؤال عن أزمة النازحين السوريين أجاب: نحن نقوم بوضع حل لهذه الأزمة من خلال الاتصالات التي نقوم بها، والحل يبدأ باعتبار معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة لنقوم بترحيل السوريين الذين قدموا الى لبنان تحت عنوان "لاجئين". يجب أن نميّز بين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية والذين يعملون ويساهمون في الاقتصاد وبين الذين يدخلون تحت عنوان لاجئين ونازحين بهدف الإفادة من هذا الموضوع. عندما تصبح هناك مناطق آمنة في سوريا واعتراف دولي بهذا الموضوع، سيتم ترحيل معظم السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية الذين لا يؤدون أي عمل أو لا يكونون في لبنان تحت غطاء قانوني. من لديه إقامة وإجازة عمل ويعمل ضمن القانون فنحن نحترمه مثلما نحترم أي مواطن عربي آخر.
أضاف: لا شيء يوحد اللبنانيين حالياً أكثر من موضوع النازحين، ومن خلال الاتصالات الدولية التي نقوم بها نسعى الى البدء بما يلزم في هذا الملف.